

الإحترام واجب

حديث ابو بكر نحن معاشر الأنبياء لا نورث
حديث ابو بكر نحن معاشر الأنبياء لا نورث

1) - إن كان حديث ابو بكر (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) صحيح فلما طالبت عائشة و حفصة (عثمان بن عفان) ميراثهما من رسول الله (ص) مع ان عائشة شهدت بصحت الحديث مع ابيها ابوبكر عندما طالبت فاطمة الزهراء (ع) بحقها من ابيها رسول الله (ص) ألا يعد هدا سرقت مال المسلمين لأن عائشة تعرف الحديث ؟
2) - و أن كان حديث ابو بكر (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) غير صحيح فلما شهدت (عائشة) مع ابيها (ابوبكر) بصحت الحديث اليست هذه شهادة زور و افتراء على رسول الله في حديث مكذوب لم يقله { قال رسول الله (ص) : من كذب علي متعمدا فاليتبوأ مقعده من النار} ؟
أن كان الحديث مكـذوب إذن فاطمة الزهراء (ع) و عائشة و حفصة كلهن يرثن من رسول الله (ص) !
3) - لماذا اغتصب (ابو بكر) حق ميراث بنت رسول الله فاطمة الزهراء (ع) ؟
4) - لماذا اغتصب (عثمان بن عفان) حق ميراث عائشة و حفصة ؟
أسئلة محيرة أخواني جدا جدا ..........
جاء في صحيح البخاري » كتاب الفرائض » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا نورث ما تركنا صدقة )
و اليكم مناظرة عائشة وحفصة مع عثمان في مسألة توريث النبي ( صلى الله عليه وآله ) ميراث الزهراء ( عليها السلام ) :
قال ابن شاذان في الاِيضاح : وروى شريك بن عبدالله في حديث رفعه :
إنّ عائشة وحفصة أتتا عثمان حين نقّصَ أمهات المؤمنين ما كان يعطيهنّ عمر ، فسألتاه أن يعطيهما ما فرض لهما عمر ! فقال : لا والله ما ذاك لكما عندي . فقالتا له : فأتنا ميراثنا من رسول الله صلى الله عليه وآله من حيطانه (1) ؟ وكان عثمان متكئاً ، فجلس ، وكان عليّ بن أبي طالب عليه السلام جالساً عنده ، فقال : ستعلم فاطمة عليها السلام أنّي ابن عمّ لها اليوم ، ثمّ قال : ألستما اللّتين شهدتما عند أبي بكر ، ولفقتما معكما أعرابيّاً يتطهر ببوله ، مالك بن الحويرث بن الحدثان (2) ، فشهدتم أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال : إنّا معاشر الاَنبياء لا نورّث ، ما تركناه صدقة (3) ، (حتىمنعتما فاطمة ميراثها ، وأبطلتما حقّها ، فكيف تطلبين اليوم ميراثاً من النبي صلى الله عليه وآله ) ؟! فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما ، وإن كنتما شهدتما بباطل ، فعلى من شهد بالباطل لعنه الله والملائكة والناس أجمعين . فقالتا : يا نعثل (4)، والله لقد شبّهك رسول الله صلى الله عليه وآله بنعثل اليهودي !! فقال لهما : ( ضَرَبَ اللهُ مَثلاً للذينَ كفرُوا امرأةَ نوحٍ وامرأةَ لوط ) (5) فخرجتا من عنده.
(1) وليست هذه المطالبة الاَولى لهن بميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وآله بل سبق وأن طالبن بميراثهن في زمن الخليفة الاَول ، وممن روى ذلك : أبو زيد البصري (ت 262 هـ ) في كتابه تاريخ المدينة المنورة : ج 1 ص 205 ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 210، عن كتاب السقيفة وفدك لاَبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قال : قال أبو بكر ـ بسنده ـ عن عائشة أن أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله أردن لمّا توفي أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهنّ ـ أو قال : ثُمنهنّ ـ قالت : فقلت لهنّ : أليس قد قال النبيّ صلى الله عليه وآله : لا نورث، ما تركناه صدقة . ومثله أيضاً في ص 223 ، عن عائشة قالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وآله عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألُ لهن ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وآله ممّا أفاء الله عليه ...الخ . وأيضاً رواه البخاري في صحيحه في ( كتاب المغازي ب حديث بني النضير ) ج 5 ص 115 .
أقول : والذي يظهر من هذه الاَخبار ، أن قبول عثمان للذهاب إلى الخليفة فى المطالبة بميراثهنّ ، وعدم ردعه لهن ، صريح في عدم تعويله وتصديقه للخبر المروي ، نحن معاشر الاَنبياء لا نورث ، وإلاّ لاحتج عليهن به ، ويكفيه عذراً في عدم الذهاب . إلاّ أن يقال لم يكن على دراية بالخبر ولم يعلم به بعد ، وذلك بعيد إذ من المقطوع به انّه كان مطلعاً بما جرى بين الخليفة والزهراء عليها السلام في مطالبتها بفدك ، واحتجاج الخليفة بهذا الحديث الذي تفرّد به ، وعلى رواية أخرى رواه معه مالك بن أوس بن الحدثان .
كما نصّ على ذلك أيضاً ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج 16 ص 245 .
(2) روي عن حنان بن سدير قال : سأل صدقة بن مسلم أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا عنده ـ فقال : من الشاهد على فاطمة عليها السلام بإنها لا ترث أباها فقال : شهدت عليها عائشة وحفصة ورجل من العرب ، يقال له : أوس بن الحدثان ، من بني النضير ، شهدوا عند أبي بكر بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : لا أروث ، فمنعوا فاطمة عليها السلام ميراثها من أبيها صلى الله عليه وآله ، عن قرب الاِسناد للحميري: ص 99 ح 335 ، وعنه بحار الاَنوار : ج 22 ص 101 ح 59 .
(3) تقدّمت تخريجاته.
(4) فقد روى المؤرخون أنّ عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان ، وكانت تسميه نعثلاً . راجع في ذلك : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 6 ص 215 ـ 217 ، تاريخ الاَمم والملوك للطبري : ج 4 ص 459 ، الكامل في التاريخ لابن الاَثير : ج 3 ص 206 .
(5) سورة التحريم : الآية 10 . (6) الاِيضاح لابن شاذان : ص 139 ـ 142 ، الاَمالي للشيخ المفيد : ص 125 م 15 ح 3 ، كشف الغمّة في معرفة الاَئمّة للاَربلي : ج 1 ص 478 ـ 479 .

الإحترام واجب
