top of page

فاطمة أم أبيها

 

عليك من الله خير السلام سيدتي الصديقة المعصومة فاطمة الزهراء و عفوا منك على تقصيري ...

إذا أردنا أن نتجنب الحديث عن العاطفة الأبوية والبنوية لفاطمة وأبيها صلّى الله عليه وآله فإننا لن نغفل عن الفخر والكرامة التي يعتزّ ويتباهى بها الناس بصحبة رسول الإنسانية محمد صلّى الله عليه وآله وبالتالي تكون فاطمة عليها السّلام أكثر الناس صحبة وقرباً وتعلقاً واستفادة من أبيها صلّى الله عليه وآله، فهي لازمته منذ نعومة الأظفار في ذلك البيت النبوي الهانئ برضى الرب، المُنار ببهاء جبريل عليه السّلام، في ذلك الجو الرسالي النبوي ولدت ونشأت فاطمة الصديقة، تحبو بين يدي سيد الرسل صلّى الله عليه وآله وأولى المؤمنات، وتكبر مع تعاظم الرسالة وانتشارها.. وترعرعت في هدءة ذاك البيت المكي على تراتيل ملائكة الرحمان، تغفو وتنتبه وتصحو على أصوات التلاوة والعبادة والذكر.. لا يؤرق ليلها أو نهارها إلا أصداء أصوات المشركين تزعج أباها في سجوده في البيت الحرام يستهزئون، يتجرّأون ويؤذون الرسول والرسالة.. فتسرع فاطمة عليها السّلام تسابق الزمن في دفاعها عن أبيها صلّى الله عليه وآله، تمسح عنه الغبار والدماء، وترفع السلى عن ظهره(4) وتشاركه في الشِّعْب والحصار، تعاني كالمسلمين جوعاً وأذى وقطيعة رحم من قرشيي مكة..وتلبي خديجة عليها السّلام نداء ربها، وتذر فاطمة عليها السّلام لأبيها صلّى الله عليه وآله يواسي أحدهما الآخر، ثم يهاجران تلقاء المدينة إرضاء للرب، وابتغاء تثبيت أركان الإسلام على أرض الأنصار.وفاطمة إلى جنب أبيها صلّى الله عليه وآله تلازمه وتتلقف منه..

 

فعن عائشة قالت: « ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلّى الله عليه وآله من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به فقبّلت يديه » (5).

 

وعنها أيضاً: « ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله من علي، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة » (6).

وكيف لا تكون فاطمة عليها السّلام كذلك وهي أكثر الناس التزاماً بأوامر الله وطاعته وطاعة رسوله، بالأخذ عن الرسول صلّى الله عليه وآله، واحترامه وتقديره، وعدم التقدم بين يديه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فقد روي عن الصادق عليه السّلام: « قالت فاطمة عليها السّلام: لما نزلت « لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً »: تهيّبتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله أن اقول له: يا أبه. فجعلت أقول: يا رسول الله... ثم أقبل علَيّ فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيكِ ولا في أهلك.. » (7).

 

وفي حادثة أخرى تقول عليها السّلام: « فدخلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلمت عليه ورجعت، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: ما لكِ ؟ قالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله صلّى الله عليه وآله من هيبته... » (8).فهل يبقى تساؤل أو أدنى شك حول أهليتها لمقام سيدة النساء. وتقدير النبيّ صلّى الله عليه وآله لها حيث إنه « كان النبي صلّى الله عليه وآله إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة فدخل عليها فأطال عندها المكث... » (9).

و « كان النبي صلّى الله عليه وآله يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها... » (10).

 

فدخوله عليها صلّى الله عليه وآله لا لأنها ابنته فحسب، وإنما لقدَرْها وكرامتها وكرامة أهل بيتها للمسلمين.. كيف لا وهي لم تحتج أكثر من إشارة منه لتسرع إلى أمره وإرضائه حيث « إن رسول الله صلّى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة عليها السّلام وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها: رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنت مني يا فاطمة... » (11).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي رواية «... فنزعت قلادتها وقرطيها ومِسكتيها، ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت: اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه صلّى الله عليه وآله قال: قد فعَلَتْ، فداها أبوها ( ثلاث مرات ) ما لآل محمد وللدنيا، فإنهم خُلِقوا للآخرة... » وفي رواية أضاف: « فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا » (12).فهذه فاطمة المرأة الطاهرة تلازم أباها ويلازمها، تعوّضه فَقْد أمه وفقد أمها، وتريه ما يحبّ أن يراه منها على أحسن حال وكمال، من حيث الأدب والخلق والعبادة والزهد والطاعة والتقى.عن أمّ سلمة قالت: « تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وآله وفوّض أمر ابنته فاطمة إليّ فكّنت أؤدبها، وكانت والله أأدبَ مني وأعرف بالأشياء كلها » (13).

 

وعن عائشة قالت: « ما رأيت أحداً قط أصدق من فاطمة غير أبيها صلّى الله عليه وآله... » (14).وخير من وصفها به هو علي عليه السّلام إذ « سأل النبيُّ صلّى الله عليه وآله علياً عليه السّلام: كيف وجدتَ أهلك ؟ قال: نعم العونُ على طاعة الله » (15).

 

فاطمة الزهراء(عليها السلام) بكل بساطة هي هدية السماء

   فاطمة الزهراء عليها السلام 

 بنت المصطفى صل الله عليه و آله و سلم

   فاطمة الزهراء عليها السلام 

 بنت المصطفى صل الله عليه و آله و سلم

4 ـ بحار الأنوار / المجلسي / ص 188.

5 ـ أعيان النساء / ص 304. وكذلك البحار 25:43 و 51.

6 ـ البحار 23:43.

7 ـ البحار 33:43. والمناقب / ابن المغازلي / ص 365. وأعيان النساء / ص 336.

8 ـ البحار 85:43.

9 ـ البحار 20:43 و 81.

10 ـ البحار 86:43.

11 ـ البحار 22:43 وص 81 وص 86 وص 89.

12 ـ البحار 22:43 وص 81 وص 86 وص 89.

13 ـ البحار 10:43. وأعيان النساء:303.

14 ـ فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:257 نقلاً عن حلية الأولياء 41:2 وأيضاً عن أعيان الشيعة 308:1 نقلاً عن الاستيعاب.

15 ـ المناقب / ابن شهراشوب 356:3.

نشأت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في أحضان الوحي والنبوة ، في بيت مفعم بكلمات الله وآيات القرآن المجيد ,سألتْ عائشةُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم عن سبب حبّ رسول الله

( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة هذا الحبَّ العظيم , فلقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينهض إذا دخلت عليه فاطمة وكان يقبِّل رأسها ويدها .

فأجاب سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) : " يا عائشة لو علمتِ ما أعلم لأحببتيها كما أحبّ . فاطمةُ بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني ، ومن سرّها فقد سرّني " .

 

وقد سمع المسلمون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يقول إنّما سُمِّيتْ فاطمةُ فاطمةَ لأن الله عزّ وجل فَطَمَ من أحبّها من النار " .كانت فاطمة الزهراء تشبه سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) في خَلْقه وأخلاقه .

 

تقول أم سلمة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فاطمة أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكانت عائشة تقول : إنّها أشبه الناس برسول الله بحديثها ومنطقها . وكانت فاطمة لا تحب أحداً قدر حبّها لأبيها .كانت ترعى أباها وعمرها ست سنين ، عندما توفيت أمها خديجة الكبرى ، فكانت تسعى لملء الفراغ الذي نشأ عن رحيل والدتها .

وفي تلك السنّ الصغيرة شاركت أباها محنته وهو يواجه أذى المشركين في مكّة .

كانت تضمّد جراحه ، وتغسل عن ما يُلقيه سفهاء قريش , وكانت تحدّثه بما يُسلّي خاطره ويدخل الفرحة في قلبه ؛ ولهذا سمّاها سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله ) أمَّ أبيها ، لفرط حنانها وعطفها على أبيها ( صلى الله عليه وآله ) .

 

فاطمة الزهراء(عليها السلام) بكل بساطة هي هدية السماء

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

الحلقة الخامسة

اإحترام واجب

bottom of page