1- نهج انبهر وتتابع نفسه وأخذ يلهث
2- ارشاد القلوب: ص294
فاطمة الزهراء القدوة الطاهرة لكل النساء المؤمنات
فاطمة الزهراء القدوة الطاهرة لكل النساء المؤمنات
بسم الله الرحمن الرحيم و اللهم صلِ على محمد و آل محمد ...
عن النبي صلى الله عليه وآله : وأما ابنتي فاطمة سلام الله عليها فانها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر من نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزوجل لملائكته : ياملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار.
أولا الأسوة والقدوة هي الإتباع والتأسي في الفكر والسلوك والطريق وفي كل مجالات الحياة ، ويعتبر القدوة من العوامل الأساسية التي لها إسهام في تطويرشخصية الإنسان والارتقاء بها إلى أوج الكمال كما إنها من الممكن أن تكون عاملا في انحطاطه إلى أسفل الدرجات ، ولايقتصر تأثيرها على المستوى الفردي بل لها دور كبير وهام على المجتمعات البشرية في مجالات الإيمان والأخلاق والسياسية والحياة الزوجية والتربوية والحياة الاجتماعية ، ولا أكون مبالغة أن قلت من الصعب جدا أن نجد إنسانا لايعيش الاقتداء والتأسي سوا كان المقتدى به حسنا أو قبيحاً من حيث الأخلاق والسلوك ، وللأثر الكبير الذي يتركه القدوة على حيآة الفرد والمجتمع أولى الإسلام اهتماما كبيرا للقدوة ، وقام بذكر النموذج الأكبر والأكمل للقدوة وحث المؤمنين على إتباعه واقتفاء أثره ، وهذا القدوة هو الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله ، فكل إنسان مؤمنا بالله يريد أن يتكامل في إيمانه وأخلاقه وسلوكه فعليه التأسي بشخصية وسلوك النبي صلى الله عليه وآله ، وقد أوضح القرآن الكريم ذلك في سورة الأحزاب
( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) فكل إنسان مؤمنا برسالة النبي صلى الله عليه وآله عليه أن يتأسى بالنبي في أقواله وأفعاله ..
فاطمة الزهرآء عليها السلام هي النموذج الأكمل للقدوة
من تكريم الله تعالى للمرأة هو أن جعل لها نساء مؤمنات صالحات تتخذ أسوة وقدوة تتأسى بهن في حياتها العبادية والسلوكية والزوجية والاجتماعية والأخلاقية ، وهذا في الواقع شرف عظيم للمرأة المؤمنة ، والقرآن الكريم جعل امرأة فرعون قدوة في الصبر والثبات على الإيمان ، وذكر أم موسى رمزا للتضحية ، وأكد على سيرة السيدة مريم هذه المرأة الطاهرة العظيمة التي تفتخر بها جميع البشرية ، والأعظم منهن هي السيدة الأكمل والأفضل التي تفتخر مريم وآسية أن تكونا خدما عندها وهي السيدة الزهرآء عليها السلام ، فالزهراء هي النموذج الكآمل للأسوة الحسنة والقدوة الصالحة التي تتمكن كل امرأة في أي ناحية من نواحي الحياة تتكامل أن اقتدت بها ، فالزهراء هي البنت البارة لأبيها حتى قال عنها أم أبيها و هي الزوجة المخلصة لزوجها ، وهي المرأة التي تربى على يديها سيدا شباب أهل الجنة وهي من قدمت خيرة النساء من بعدها الحوراء زينب عليها السلام ، والزهراء عليها السلام هي التي شاركت في الدفاع عن الإسلام حتى استشهدت في سبيل ذلك وقدمت نفسها قربانا في سبيل الله تعالى ، ويعجز القلم أن يذكرجوانب حياة هذه السيدة العظيمة وكل ما نتمكن من قوله هو أن السيدة فاطمة عليها السلام إنسانة كاملة حازت على جميع الصفات الكمالية وأصبحت محورا لكل خير كيف لا وهي التي جمعت بين منزلتي النبوة والإمامة ، فأصبحت عليها السلام الحبل الرابط بين النبوة والإمامة ، وأصبح بقاء النبوة مرهونا بوجودها وكذلك استمرار الإمامة مرهونا بها فكل امرأة عاشقة للكمال والشرف والكرامة والفضيلة وتريد أن ترتقي للأحسن في حياتها فعليها إتباع الزهرآء عليها السلام ، والتأسي بسيرتها وعبادتها وحجابها وجهادها وعفتها وصبرها وتربيتها وأخلاقها وفي كل ناحية من نواحي الحياة ، وهذا ليس مجرد ادعاء ومبالغة لان هذا الشي امر بسيط جدا مع ماجاء في الروايات الشريفة التي تحدثت عن الزهرآء في كافة الجوانب اذكر منها ثلاث روايات تتحدث عن عنها في ثلاث جواب من شخصيتها المقدسة.
قال النبي صلى الله عليه وآله : أن الله اختار من النساء أربع : مريم وآسية وخديجة وفاطمة .
وقال في حديث أخر : يا فاطمـة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة.
الأخلاق الفاضلة مطلب ينبغي توفره في عالمنا الصغير بداية من المنزل إلى المحيط الخارج وللمنزل دوره في ترسية أركان العلاقة بين الفرد وربه وبينه وبين أفراد أسرته والأم تعلم أهمية تعليم الطقل أساسيات هذه العلاقة وتبذل الكثير حسب مقدرتها في اعداد الأجيال المؤمنة وهذه الأجيال تصبح قادرة للسير على نفس المنوال أوأكثر لإعداد أجيال أخرى وهكذا تبقى المسألة استمرارية الىماشاء الله تعالى تدرج الفرد خلال مسيرة حياته تجعله قادرا للمثول بين أقرانه بدرجة يعتمد عليه كعضو ناضج مثمر كالأم المثالية ان صح التعبير ودورها في المجتمع الصغير والكبيرالأم تعد لنا أجيالا من ذكور وأناث ، الذكور لهم دورهم والأناث أيضا وعلى الأنثى تقع مسؤلية الإعداد الأولي وهي بدورها تحاول خلق جو منسجم مع تعاليم السماء كما هو دور السيدة الزهراء سلام الله عليها وعلاقتها بربهاأولا ثم ببعلها سيد المتقين الإمام علي عليه السلام وأولادها عليهم السلامأما علاقتها بربها فحدث ولاحرج فقد كانت تقوم في عيادتها حتى تورم قدماها وقد مر علينا مارواه الإمام الحسن عليه السلام حيث قال رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضخ عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولاتدعو لنفسها بشيء فقلت ياأماه لم لاتدعين لنفسك كما تدعين لغيرك فقالت يابني الجار ثم الدار)وفي ارشاد القلوب كانت فاطمة عليها السلام تنهج في صلاتها من خوف الله تعالى (1)
وكان من دعائها هذا المقطع التي تقول فيه(اللهم فرغني لما خلقتني له ولاتشغلني بما تكفلت لي به ولاتعذبني وأنا استغفرك ولاتحرمني وأنا أسألك اللهم ذلل نفسي في نفسي وعظم شأنك في نفسي وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنب مما يسخطك ياأرحم الراحمين ) (البحار )وفي سلوكها وادعيتها وتسبيحها وتعقيباتها مسلك للمؤمنين والمؤمنات وأما في منزلها عليها السلام يقول أحد العلماءلقد جعلت من بيتها حضناً ومهداً للرسالة ومنزلاً إسلامياً يفيض بالخشوع والرحمة وتتألق فيه القيم الإسلامية.. جعلته بيتاً لله، وللطهارة والحق والعدل والرحمة والمحبة، من خلال روحانيتها وعبادتها وزهدها وفكرها وعقلها واستقامتها التي منحتها لهذا البيت، فصار جوّه جواً إسلامياً متكاملاً، بحيث استطاع عليٌ أن يجد فيه الراحة والسعادة )انتهى.
وروي عن الإمام عليه السلام قوله:(ما أغضبتها مدة حياتي معها ولم تغضبني ولم تعصِ أمري مدة حياتها معي) ومن كلامها معه عليها السلام في آخر حياتها (ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عرفتك فقال لها: أنت أبر وأتقى وأعرف بالله من أن أوبّخك في شيء من ذلك)ومن الصعوبة أن يجد الزوج للحزن مكانا في قلبه كون الفراق صعب على قلبه بعد أيام قضاها في راحة واطمئنان وقد يتسنى لكثير من الناس هذه الحالة الروحية لتوأمين عاشا كروح واحدةيقول أحد العلماء لقد كان علي يشعر بالسكينة والاطمئنان وهو إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فلمّا غاب الرسول(صلى الله عليه وآله) بقي يعيش السكينة والطمأنينة الروحيّة مع الزهراء البتول، فلما غابت الزهراء(عليها السلام) وأفل نجمها، شعر عليّ بالغربة وأحسّ بالوحدة وامتلأ قلبه بالحزن الكبير، لا من جهة فقد قرابة هنا أو قرابة هناك، بل لأنه لم يعدْ يوجد إنسان يعيش معنى علي(عليه السلام) ويعيش علي(عليه السلام) معناه، لم يعد يوجد إنسان يلجأ إليه علي(عليه السلام)، كما كانت فاطمة(عليها السلام) ، لأنها كانت كفؤاً لعلي(عليه السلام)، كما كان علي
(عليه السلام) كفؤاً لها، كان عقلها عقله وقلبها قلبه، فهما صنيعتا رسول الله وتلميذاه اللذان نهلا من معين علمه. ولهذا أحسّ عليّ بفقدها أنه فقد كيانـه، ومن يفقد كيانه فلا بدّ أن يشعر بالغربة عن هذا العالم.) انتهى
لذا قال عليه السلام بعد دفنها كناية عن حزنه عليها وعلى أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله
(اما حزني فسرمد واما ليلي فمسهد)
وفي الختام نتبرك بذكر هذه الرواية الشريفة التي وردت عن سلمان (رضي الله عنه) قال: (قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا سلمان من أحب فاطمة فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي رضيت عنه، ومن رضيتُ عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبتُ عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، وويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها) (2)
اإحترام واجب
