top of page

فاطمة الزهراء (ع) هي الكوثر

سورة الكوثر

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

صدق الله العلي العظيم

 

سلام الله عليك سيدتي الصديقة المعصومة فاطمة الزهراء و عفوا منك على تقصيري ...

اللهم صل على فاطمة وأبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك.

 

[1] هي السورة رقم ( 108 ) من القرآن الكريم ، و هي سورة مكية ..

أما بالنسبة إلى سبب نزول هذه السورة ، فيقول المفسرون أن أحد أقطاب المشركين و هو العاص بن وائل ، التقى يوماًبرسول الله ( صل الله عليه و آله ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجدالحرام ، فتحدث مع النبي

( صل الله عليه و آله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول ( صل الله عليه و آله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .

فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟  قال : ذلك الأبتر.[2] ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صل الله عليه وآله ) 

ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسله ، ذلك لأن إبناً لرسول الله من خديجة يسمى عبد الله كان قد توفي قبل ذلك بفترة .فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر و هي :

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [3] ، رداً على العاص الذي زعم أنه

( صل الله عليه و آله )أبتر . أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة.

 

و قال الإمام فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده ( صل الله عليه و آله ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ

( عليه السَّلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل منأهل البيت ، ثم العالم ممتلئٌ منهم ، و لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به " [4] .

هذا و إن للمفسرين أراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى 26 رأياً نذكر أهمها كالتالي :

1. الكوثر هو العلم .

2. الكوثر هو النبوة .

3. الكوثر هو القرآن .

4. الكوثر هو الشفاعة .

5. الكوثر هو شرف الجنة .

6. الكوثر هو حوضه ( صل الله عليه و آله ) .

 

إلى غيرها من الأقوال ، لكن جميعما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال أذن .

و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنه قد فسر الكوثر بالخير الكثير ، فقال لهسعيد بن جبير ، فان أناساً يقولون هو

نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير[5] .

و لعل أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزولا لسورة هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية ، و

قد ظهر ذلك في نسله ( صل الله عليه و آله ) من ولد فاطمة ( عليها السَّلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ،بل يتصل بحمد الله

إلى آخر الدهر مددهم ، و هذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .بل و هذا الرأي أرجح في ميزان التحليل العلمي

المحايد ، لأن الآية جاءت رداًعلى تعيير النبي ( صل الله عليه و آله ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكيتُقرر  في

الحقيقة أمرين :

1. إن البنت هي كالابن من حيث اعتبارها من الذرية والنسل و العقب .

2. إن الله عَزَّ و جَلَّ سيرزق النبي ( صل الله عليه و آله ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه

( صل الله عليه و آله ) سيبقى حياً ومتألقاً على مرّ العصور و على طول التاريخ .

 

اللهم صل على فاطمة وأبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك و أحصاهكتابك.

[1] الكوثر على وزن جوهر بمعنى الخير الكثير .

[2] الأبتر : من ليس له ذرية .

[3] القران الكريم : سورةالكوثر ( 108 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 602 .

[4] التفسير الكبير : 30 / تفسير سورة الكوثر ، نقلاً عن أهلالبيت في القرآن : 401 .

[5] تفسير جوامع الجامع : تفسير سورة الكوثر .

 

 

 

 

 

اإحترام واجب

bottom of page