ألقاب فاطمة الزهراء عليها السلام
إن ما يقارب نصف أسماء النساء من المؤمنات في المسلمين أو أكثر في العائلات المهتمة بأمر الدين ، تراها مختصة ومقتبسة من أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام وألقابها ، وصار في الإسلام متحلي بأسمائها أغلب بنات المؤمنين وأمهاتهم وأخواتهم ، وكان في أسماءهن أسم أو كثر من الأسماء الكريمة لفاطمة الزهراء عليها السلام ، وما هذا إلا علامة ودلالة لحب الله وكل من يحب الله ، وكان قد قدرهُ الله واصطفاه وكرمه تعالى ، فخصه بتعاليم دينه ورباه بهداه ورعاه بعنايته ، ولذا حب المؤمنون فاطمة الزهراء وأسماءها كحبهم لأبيها سيد المرسلين وخاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار كلهم.
وبهذا الحب الطيب الذي يحبه الله تعالى : وبهذا المظهر الجميل الذي يكون له أكبر الأثر في تجلي حب الدين وأهله حتى أسماء المصطفين الأخيار فيه ، فاز المؤمنون بالكرامة وخلصوا من التنابز بالألقاب ، بل ذكر الأسماء الشريف للمؤمن والمؤمنة المشابه لأسماء أهل نور الله وهداه ، كان موجب للاحترام وللمودة المتبادلة للمنادي وللمنادية بالاسم الكريم المشابه لأسماء الصدقة فاطمة الزهراء أو آلها الكرام عليهم السلام للرجال .
ونسأل الله أن يجعلنا مع فاطمة وأبيها وبعلها وبنبيها في الهدى والدين والجنة والملكوت دنيا وآخرة ، إنه أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
اسمها الشريف : فاطمة
فاطمة : هي أم الأئمة وسيدة النساء وخير امرأة في الدنيا والآخرة ، لأنه الله أختارها واصطفها وطهرها وطيبها بما خصها من نور الهدى في الملكوت قبل الدنيا وفي الدنيا والآخرة كما سترى ، وذلك لعلمه سبحانه بأنها أكرم من تطيعه في نساء المؤمنين وأصبر امرأة في جنب الإخلاص له وحبه عن معرفة وبالهدى الحق الواقعي ومن غير شرك ونفاق في إقامة توحده ، وذكرت روايات كثيرة في معنى اسمها ونحن نختار واحدة منها ونترك التفصيل لما بعد إن شاء الله .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : لما خلق الله تعالى ذكره : آدم و نفخ فيه من روحه و أسجد له ملائكته ، و أسكنه جنته و زوجه حواء أمته ، فوقع طرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمس سطور مكتوبات قال آدم : يا رب ما هؤلاء ؟
قال تعالى : هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إلى خلقي شفعتهم .
فقال آدم : يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟
فقال : أما الأول : فأنا المحمود و هو محمد . و الثاني : فأنا العالي و هذا علي ، و الثالث : فأنا الفاطر و هذه فاطمة ، و الرابع : فأنا المحسن و هذا الحسن ، و الخامس : فأنا ذو الإحسان و هذا الحسين ، كل يحمد الله تعالى. (علل الشرائع ج1ص135 ب116 العلة التي من أجلها سمي فاطمة ح 2 ).
أسماء ألقابها وكنا فاطمة الزهراء
أهم أسماء فاطمة في رواية واحدة :
عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :
لفاطمة عليه السلام تسعة أسماء عند الله عز و جل :
فاطمة ، و الصديقة ، و المباركة ، و الطاهرة ، و الزكية ، و الراضية ، و المرضية ، و المحدثة ، و الزهراء .
ثم قال عليه السلام : أ تدري أي شيء تفسير فاطمة ؟
قلت : أخبرني يا سيدي .قال : فطمت من الشر .
قال : ثم قال : لو لا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض ، آدم فمن دونه[2] .
وجاء لها أسماء أخرى وألقاب في زياراتها والأحاديث المعرفة لشأنها ك :
الصديقة ، الشهيدة ، الرضية ، المرضية ، الفاضلة ، الزكية ، الحوراء ، الإنسية ، التقية ، النقية ، المحدثة ، العليمة ، المظلومة ، المغصوبة ، الطاهرة ، البتول ، المختارة ، المصطفاة ، المنصورة ، الكريمة عند الملإ الأعلى ، السيعدة ، وغيرهن كما سيأتي[3] .
وأعلم : إن أللقب هو اسم ، أو يقال هو اسم للاسم وهو يحكي عن صفة أو خصوصية أوحاله أو مهنة أو حدث لصاحب الاسم يعرفه ، وقد جاءت في روايات كثيرة أسماء أخرى لفاطمة الزهراء عليها السلام ، مثل التي جاءت في زيارتها أو في نورها في الملكوت أو منتزعة من حالات لها، فنذكر هنا لها عدد من الأسماء المنتزعة من الروايات ونترك ذكر أحاديثها اعتمادا على ما سيأتي من الأحاديث في ولادتها وفي صفاتها وزواجها وفي حياتها مع أبيها وزوجها وأبناءها وفي الجنة صلى الله عليهم وسلم :
ألقاب بنسبتها لأبيها وزوجها عليهم السلام
بنت الرسول ، بنت الحبيب ، حبيبة حبي الله ، بنت الخليل ، بنت خير خلق الله ، بنت أفضل الأنبياء ، بنت صفي الله أو الصفي ، بنت أمين الله ، بنت خير البرية ، وغيرها مما يتصف به النبي الأكرم سيد الأنبياء والمرسلين .
أو زوجها ك: زوجة الوصي، زوجة ولي الله ، زوجة أبو تراب ، زوجة أمير المؤمنين ، حليلة صاحبة اللواء ، وغيرها .
وألقابها المشهور بنفسها هي :
سيدة نساء العالمين ، سيدة نساء أهل الجنة ، خير نساء الأمة ، خير الحرائر ، وغيرهن .
كناها عليه السلام
والكنية : تكون ككنية باسم أبيها أو زوجها أو أبنائها وألقابهم أو حسب شأنها الكريم وشرف منزلتها ومناقبها عليها السلام ك : أم أبيها ، أم الحسن ، أم الحسين ، أم الحسنين ، أم سيدي شباب أهل الجنة ، أم الأئمة ، أم أئمة الهدى ، أم أحباء الله ، أم أصفياء الله ، أم أولياء الله ، أم المهدي ، وغيرهن وأشهرها أم أبيها أم الحسن ، أم الحسنين ، وأم الأئمة وفي كناها سيدة النساء .
أسماء فاطمة الزهراء عند المؤمنات
بعض أسماء وألقاب فاطمة أشتهر كاسمها وقد كثر استخدامه والتسمية به ويقرن به في التسمية وهو : الزهراء ، فلا ترى المؤمنين يذكرون اسم فاطمة وحدها بل يقرنون أسم لقبها الزهراء معه ، وإن أسماء فاطمة الزهراء لقبها مع الألف ولام ، ولكن بالنسبة لتسمية المؤمنات به تكون التسمية به بعد حذف ألف ولام والتي هي للاختصاص أو للتعريف بها عليها السلام بل للاحترام والتقدير وعن إظهار لحبها ولآلها ولدين الله كله بل لحب الله عند احترام وتقدير أولياء دينه ، فيذكرون اللقب كاسم من أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام لهن ويسموهن أهلن به ، وليقتدين بها وليتشرفون بمعرفة نورها وإظهار حبها وود التجلي بدينها بعد تعلم سيرتها وسلوكها عليها السلام ، وأسماءها المنتزعة من الروايات المختصة بها وزياراتها وغيرها والتي تسمى بهن المؤمنات هي :
فاطمة ، زهراء ، مباركة ، زكية ، صديقة ، مرضية ، راضية ، رضية ، فاضلة ، حوراء ، حورية ، أنسية ، تقية ، نقية ، محدثه ، عالمه ، عليمة ، راشدة ، رشيدة ، طاهرة ، مطهرة ، طيبة ، أطياب ، طوبى ، بتول ، عذراء ، منصورة ، كريمة أو مكرمة ، و سعيدة ، فرحة ، بشرى ، تباشر ، ميمونة ، بركة ، نسمة ، ريحانه . أو ينتزع من لقب حبيبة أبيها اسم : محبوبة ، أو من بنت أمين الله : أمينة، أو من زوجة صفي الله أو بنت صفي الله أو المصطفاة : صفية أو من ولايتها : وليه ، أو من عصمتها اسم : معصومة ، وبهذا الاسم الشريف الأخير أشتهر اسم حفيدتها فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم الصلاة والسلام وإن مرقدها محط للزوار في قم حتى صارت تسمى بعش آل محمد عليهم السلام .
كما إنه أُنتزع : من نزول سورة الكوثر في حقها اسمها : كوثر وسمي به كثير من النساء المؤمنات ، كما من خلال فخر النبي وعلي وأبنائها بها وكثرة حب الانتساب لها من الطيبين بالسبب والنسب سمي بعض بنات المؤمنين ب : فاخرة أو فخرية ، وهذه الخصوصية لبيان ضرورة حب البنات في تعاليم الدين وود القضاء الإلهي وقدرة ، ويغلب هذا الاسم عند المؤمنين عندما تأتيهم أكثر من بنت واحدة ، ليشعرون أنفسهم وغيرهم بالرضا برضا الله وما يحب لهم ، كما سمي ناس آخرين بأسماء أخوات فاطمة الزهراء عليها السلام وبناتها ك: رقية ، وزينب ، وأم كلثوم ، وهي أسماء شريفة ترجع لها ولكرامتها كما من سمي بأسماء أمهات الأئمة من ذريتها ك : حميدة ، نجمة ، تكتم ، نرجس وغيرها أو كاسم أمها والمكرمات : خديجة أم فاطمة ، ومن الأمم السابقة : سارة ، آسية ، مريم ، كلثوم ، كما إنه قد ندر : أو لم تسمى بأسماء ألقابها الأخرى من المؤمنات أحد مثل: شهيدة ، أو مظلومة ، أو مغصوبة أو مغصوب حقها بل حتى مختارة أو مصطفاة.
وبهذه الأسماء الشريفة : لفاطمة الزهراء ولآلها سُمي أغلب المؤمنات وبالخصوص من المخلصين في حب أهل البيت عليهم السلام ، وبه تشرفن أمهات المؤمنين وأخواتهم وزوجاتهم ، وبه صار يكنون لهن الاحترام والمحبة بالإضافة لما لهمن من صلة النسب والقرابة ، وبهذا نعرف كرامة الله لنا وحب هداية لنا في كل آيات الآفاق والتكوين بل حتى في أسماء أوليائه ويدلنا على صراطه المستقيم ومحل هداه بأسمائهم الشريفة الكريمة .
إن كثير من أسماء فاطمة الزهراء جاءت فيها رايات شريفة تبين معناها : كفاطمة التي قطعة وفطمت بمعرفتها نفسها وشيعتها من الشر والشرك ، أو الزهراء لنورها ، أو البتول لعدم حيضها ، أو حوراء لطينتها وغيرها من المعاني لباقي الأسماء .
اإحترام واجب
