بسم الله الرحمن الرحيم و اللهم صل على الحبيب المصطفى محمد و آله الطاهرين
علاقة أرض "فدك" بآية «أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»
لقد لعبت ارض فدك المقدسه دوراً بالغ الاهميه على طوال التاريخ ، و كان لها الدور الفعّال في تبيان الحقيقه ، و فضح اهل الجور و النفاق ..! ،
و من الثابت ان رسول الله (ص) أنحل فدك لإبنته و بضعته الزهراء (ع) في حياته الشريفه فصارت ملكاً خاصاً بها ( صلوات الله عليها ) .
و لكن الظالمين غصبوها من الزهراء (ع) ، و بقيت ارض فدك بعدها بين الغصب و الرد ... ،
وحين تم غصب الارض لأول مره و طالبت بها الزهراء (ع) كانت تلك المطالبه بمثابة بوابة لمطالبتها بحق كفئها و بعلها امير المؤمنين (ع) بالخلافه ، اي ان ارض فدك وسيلة لتحصيل الحق و لإرجاع الخلافة الإسلاميه الى اهلها و مسارها الحق ! ،
و من ذلك ما ورد ان هارون اراد ان يعطي الإمام الكاظم ( صلوات الله عليه ) ارض فدك ، فطلب منه ان يذكر له حدود الارض بدقه، بإعتبارها كانت ملكاً لأمه (ع) و هي الآن ملكه بوراثة أبيه عن آبائه عن الزهراء ( صلوات الله عليها ) ، فقد سأل هارون الامام الكاظم (ع) قائلا:«حُدَّ فدكاً حتى أردها إليك» فأبى الإمام(ع) لكن هارون ألحَّ عليه. فقال الامام (ع): لا آخذها إلاّ بحدودها.قال هارون: و ما حدودها ؟ قال (ع) : إن حدّدتها لم تردّها.قال هارون: بحق جدك إلا فعلت !
فقال(ع): أما الحد الأول فعدَن، فتغير وجه هارون و قال : أيهاً ..!
قال (ع) : و الحدّ الثاني سمرقند، فاربد وجهه
قال (ع) : و الحدّ الثالث أفريقية، فاسودَّ وجهه، و قال: هيه ! ،
قال: و الرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية.
قال هارون : فلم يبقَ لنا شيء، فتحول إلى مجلسي.
قال الإمام (ع): قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها، فعند ذلك عزم على قتله .
( بحار الانوار، ج8 ص106، كما روى ذلك ابن شهرآشوب في مناقبه.18 ) .
فالإمام الكاظم (ع) جعل حدود أرض فدك ، كل البلاد التي كانت تحت ايد المسلمين ! ، و لذلك قال هارون (( اذاً لم يبقَ لنا شيء )) !! ،
فأرض فدك تتعدى كونها بستاناً صغيرا ، بل هي تمثل رمزاً لبلاد المسلمين على مر العصور و الازمنه ، و حجةً دامغه على من انكر حق اهل البيت (ع) في خلافة جدهم (ص) ! ،
و من المعلوم ، ان الامام المهدي (ع) حين ظهوره ، سوف ينشر الإسلام في كل ارجاء الارض ، فلا تبقى بقعة في الارض الا و رفعت عليها راية الاسلام ، و نودي بها بشهادات الاسلام ، و تكون كلها تحت قيادته و رئاسته (ع)، و اذا كانت حدود ارض فدك ، هي حدود ارض المسلمين كلها كما عبر عنها الامام الكاظم (ع) ، فهذا يعني ان حدود فدك في زمن ظهور الامام المهدي (ع) و تعميمه الاسلام كل الارض ، هي حدود الارض بأكملها ..! ،
فلو كان الاسلام قد انتشر في كل بقاع الارض في زمن الامام الكاظم (ع) ، و طلب منه هارون حدَّ ارض فدك ، لحدها الامام (ع) بحدود الارض كلها ! ،
و حين ينتشر الاسلام في كل الارض ، و تتحول حدود ارض فدك الى حدود الارض كلها ، تصبح الارض كلها ملكاً للزهراء (ع) ! ، لأن فدك هي ملك للزهراء (ع) مهما اتسعت حدودها او ضاقت ! ، و لما كان الامام المهدي (ع) هو الوريث الوحيد لأمه الزهراء (ع) و لأرضها فدك ، تكون الارض ( التي سادها الاسلام بأكملها ) هي ارث للإمام المهدي (ع) !! «أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ» .
كما يحق لكل إنسان طالب للحقيقة غير متعصب مراده الحق ثم الحق فقط أن يسأل بعض الأسئلة
1) -هل عجز النبي (ص) في تربية إبنته الزهراء (ع) حتى تطالب الناس بحق ليس لها عند مطالبتها بـ(أرض فدك) ؟؟؟
هل فاطمة الزهراء (ع) سارقة حتى تطالب الحاكم بشيئ لا يخصها ؟؟؟
2) - هل عصى النبي الأكرم (ص) ربه في أن يعلم إبنته حديث الذي إدعى أبوبكر أنه سمعه من رسول الله (ص) و مضمونه (نحن معشر الأنبياء لا نورث) كما أمره الله عزوجل (و أندر عشيرتك الأقربين ) ؟؟؟
أليس الله تعالى قال : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾ ؟
ألسنا كمسلمين نقول
( وأشهد أنك قد بلغت الرسالة ، وأديت الامانة ، ونصحت الامة )
فهل يبلغ رسالة ربه للناس و ينصح للأمة و ينسى إبنته فاطمة الزهراء (ع) ؟؟؟
صلى الله على محمد و آله .
إغتصاب أرض فذك حق فاطمة (ع) بنت النبي (ص)

اإحترام واجب
