top of page

آية التطهير دليل واضح على عصمة أهل البيت عليهم السلام

نُبيِّن معنى الآية من خلال نقطتين:

النقطة الأولى: أنَّ معنى الرجس هو القذر، وهو أعمّ من النجاسة، بدليل قوله تعالى: 

﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾، وبالتالي فإنّ الذنب هو من ذلك الرجس. وعليه، فإنّ الله تعالى يحدِّثنا في هذه الآية أنّه يريد أن يذهب عن أهل البيت عليه السلام كلّ أنواع القذارة ومنه الذنب والإثم.

 

 

النقطة الثانية: إنّ الإرادة الإلهيّة على نوعين:

* إرادة تكوينيّة، وهي التي لا يتخلّف فيها المراد عن الإرادة، إنّما لا بدَّ من تحقّقها بشكل قهريّ، دون أيّ اختيار للمراد، كخلق الكون، حركة الكواكب...الخ.

 

* إرادة تشريعيّة، وهي التي تصدر من الله تعالى، ولكن يكون هناك اختيار لمن توجَّهت إليه في تحقيقها أو عدمه، كفرضَي الصلاة والصيام ونحوهما، فالله تعالى أراد من الإنسان أن يؤدِّيهما، إلاّ أنّه ترك له هامش الاختيار، بحيث يمكنه أن يتخلَّف عن ذلك دون تأديتهما. 

 

والسؤال:

ما المراد بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ﴾، هل الإرادة التكوينيّة أو التشريعيّة ؟

 

الجواب:

إنَّ الإرادة التشريعيّة الإلهيّة بأن يذهب الله الرجس لا تختصّ ببعض الناس دون البعض، بل هي مطلوبة من الجميع، فلا وجه لاختصاص أهل البيت عليه السلام بطلب ذلك منهم، وعليه فإنّ ذلك يؤدّي إلى القول بأنّ المراد من الإرادة في الآية هي التكوينيّة التي لا تقبل التخلّف، كما قال تعالى: 

﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾.

 

وما تقدَّم يعني أنّ الله تعالى بإرادته التكوينيّة يمنع صدور الذنب من أهل البيت عليه السلام، وهذا يعني أنّهم معصومون عن ارتكاب الذنوب. وقد تقدّم في كتاب "يسألونك عن الأنبياء" أنّ العصمة عبارة عن علم خاص موهوب من الله تعالى، يجعل المعصوم يرى الطاعة على جمالها، والمعصية على قبحها، وهذا ما يجعل صور الأشياء لديه صافية على واقعها، فهو لذلك لا يقدم على فعل المعصية أو ترك الطاعة، وتقدّم أنّ عدم إقدامه على ذلك هو باختياره لا بالقهر التكوينيّ.

 

بناءً عليه فإنّ الإرادة التكوينيّة لإذهاب الرجس عن أهل البيت عليه السلام لا بدَّ أن تكون تعلَّقت بإفاضة ذلك العلم الخاصّ عليهم، بما يجعلهم معصومين باختيارهم، مع ضمانة عدم وقوعهم في المحذور.

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا 

bottom of page