هل يوجد قرائن على أن القرآن يكني عن الأشخاص بالجوارح ؟؟؟
قال تعالى ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) سورة مريم 50
يعترض الكثير على القول بأن كلمة (عَلِيّاً) في الآية الكريمة هي إسم أمير المؤمنين علي (ع) و يقولون أنها مجرد وصف للسان مع أن اللسان قد وصف مسبقا بـكلمة (صِدْقٍ).
لكن هل يوجد قرائن في القرآن تقول مثلا أن الجوارح ( اللسان أو الأذن ) يكنى بها عن شخص ما ؟
الجواب هو نعم توجد آية تكني أو تشير إلى رسول الله صل الله عليه و آله و سلم بـ(الأذن) في قوله تعالى
(ومنهم الذين يؤذون النَّبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين و رحمة للذين آمنوا منكم) سورة التوبة الآية (61)
و في هذه الآية يكني الله عزوجل عن نبيه محمد (ص) بـ(الأذن) و قد جاء في تفسير الطبري أن الآية نزلت في رسول الله محمد (ص) و أنه هو الذي أشير عليه بـ(الأذن).
تفسير الطبري : 16899- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق قال، ذكر الله غشَّهم (60) = يعني: المنافقين = وأذاهم للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ومنهم الذين يؤذون النبيّ ويقولون هو أذن)، الآية. وكان الذي يقول تلك المقالة، فيما بلغني، نبتل بن الحارث، أخو بني عمرو بن عوف, وفيه نـزلت هذه الآية، وذلك أنه قال: " إنما محمد أذُنٌ! من حدّثه شيئًا صدّقه !" ، يقول الله: (قل أذن خير لكم)، أي: يسمع الخير ويصدِّق به. (61)
و ليس هذا فقط لقد روى أيضا الطبري في تفسيره لقوله تعالى (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية) فقال أنها نزلت في علي عليه السلام و أذن هنا هي جارحة لكن أشير بها لشخص الإمام علي (ع) و منه أيضا ما جاء في تفسير الطبري.
تفسير الطبري للآية ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) :
1) - حدثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عليّ بن حوشب، قال: سمعت مكحولا يقول : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ثم التفت إلى عليّ، فقال: " سأَلْتُ الله أنْ يَجْعَلَها أُذُنَكَ"، قال عليّ رضي الله عنه : فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسيته.
2) - حدثني محمد بن خلف، قال: ثني بشر بن آدم، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، قال: ثني عبد الله بن رستم، قال: سمعت بُرَيدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ: " يا عَليُّ؛ إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُدْنِيَكَ وَلا أُقْصِيَكَ، وأنْ أُعَلِّمَكَ وأنْ تَعي، وحَقٌّ على اللهِ أنْ تَعِي"، قال: فنـزلت ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ).
3) - حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا الحسن بن حماد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيميّ، عن فضيل بن عبد الله، عن أبي داود، عن بُرَيدة الأسلميّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ: " إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُعَلِّمَكَ، وأنْ أُدْنِيَكَ، وَلا أجْفُوَكَ وَلا أُقْصِيَكَ "، ثم ذكر مثله.
كما جاء في تفسير القرطبي للآية ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ):
1) - قال قتادة: الأذن الواعية أذن عقلت عن الله تعالى، وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عز وجل. وروى مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية: (سألت ربي أن يجعلها أذن علي).
2) - قال مكحول: فكان علي رضي الله عنه يقول ما سمعت من رسول صلي الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته إلا وحفظته. ذكره الماوردي.
3) - وعن الحسن نحوه ذكره الثعلبي قال: لما نزلت "وتعيها أذن واعية" قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي أن يجعلها أذنك يا علي) قال علي: فوالله ما نسيت شيئا بعد، وما كان لي أن أنسى.
4) - وقال أبو برزة الأسلمي قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: (يا علي إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحقٌّ على الله أن تَعِيَ).
و بهذا نرى أنه يوجد قرائن كثير تأكد أن القرآن يكني عن الأشخاص بالجوارح كـ(اللسان أو الأذن) و بهذا يكون قد أزيح اللبس عن أن القرآن لا يكني عن الشخص بالجارحة كالسان مثلا.
و من هنا يتبين لنا أن الإمام علي عليه السلام مذكور و بالإسم في القرآن و أن الآية المباركة
( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) جائت بمعنى ( وجعلنا لهم علي الصادق في قوله) و هذا هو الصحيح.
اللهم صل على الحبيب المصطفى محمد و آل محمد الطاهرين الطيبين و بارك