top of page

 

8 - القرينة الثامنة طلب إبراهيم متعلق بالأشخاص لا المعاني

إن طلب إبراهيم بقوله {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 الظاهر أنه طلب يتعلق بعلاقته (بالأشخاص) لا (بالمعاني) فلنلاحظ الآيات 83 - 85 من السورة جيدا.

فالآية السابقة وهي الآية 83: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }الشعراء83 تتعلق بطلب النبي إبراهيم إلحاقه بالصالحين الذين مضوا أي (بمن قبلي من النبيين في الدرجة والمنزلة)، إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بـ(أشخاص) من (الماضي).

والآية اللاحقة وهي الآية 85: {وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء85، طلب النبي إبراهيم من الله تعالى لكي يكون من ضمن الأشخاص الذين يرثون جنة النعيم. إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بعلاقته بـ(أشخاص) من المستقبل البعيد، أي: ما بعد الدنيا.

وهذه الآية، وهي الآية 84: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 على القاعدة تكون طلبا يتعلق بشخص، أي لكي يكون له من ذريته من يكون له لسان صدق في الآخرين.

إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بالمستقبل القريب أي في الدار الدنيا أي عن (شخص) أو (أشخاص) من المستقبل القريب، فهذه ثلاث حلقات متسلسلة..

قال الطبرسي في "مجمع البيان": (وقيل: إن معناه واجعل لي ولد صدق في آخر الأمم، يدعو إلى الله، ويقوم بالحق، وهو محمد صلى الله عليه وآله) وقد استظهرنا أنه طلبه كان ان يجعل عليا عليه السلام من ذريته، ولو قلنا بأن طلبه كان هو أن يجعل محمدا صلى الله عليه وآله من ذريته فنقول: ذلك لا ينفي ما نقول بل يؤكده، إذ قد اجابه الله تعالى بـ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50 لأن عليا هو نفس محمد صلى الله عليهما وآلهما بصريح آية {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ}آل عمران61.

وبعبارة أخرى: إن الله تعالى زاده على طلبه، فلأنه جعل له {عَلِيّاً} لسان الصدق وهو تلميذ محمد وامتداده وخليفته ووزيره ووصيه فقد جعل له (محمدا) لسان الصدق بطريق أولى.

بل يؤكد كون الحديث كله عن (العلاقة بالأشخاص)، الآية اللاحقية أيضا وهي الآية 86: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ }الشعراء86.

bottom of page