2- اللسان لا يوصف بـ (علي) عادة
القرنية الثانية: إن (اللسان) لا يوصف بـ (علي)، ذلك أن اللسان قد يوصف بـ(طويل)، فيقال: فلان لسانه طويل، لكن هل سمعت احدا يقول: (فلان لسانه علي)؟ إنني لم أسمع، وبحثت فما وجدت، فإذا أحد سمع فاليخبرنا، ونحن كلنا عرب ولله الحمد، وعندنا كتب اللغة، وعندنا العرف، هل سمعتم احدا يقول:
(فلان لسانه علي)؟ إنهم يقولون: لسانه طويل، أو لسانه بذيئ مثلا، أو لسانه عذب، أما: لسان علي !! فليس من المعهود توصيف (اللسان) بـ (علي).
وفي الآية القرآنية الكريمة: ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) مريم50 فإنه وحسب كلامك الذي تقوله: فإن {لِسَانَ صِدْقٍ}مريم50 يعني الذكر الحسن، والحال أن (اللسان) لا يُوصف بعلي، وهو مستبعد لغةٌ، كما لا يوصف (الذكر الحسن) بـ (علي) أيضا.
والحاصل هو: أن القرينة الأولى، هي كلمة (لسان) نفسها، إذ أن اللسان يُكنى به عن الشخص، وليس عن المعنى عادة، حتى لو فرض أنه ليس مستقبحا، أما القرينة الثانية فقد يقال: إنها تنتج (قبح إرادة الصفة) فإن (عليا) لا يطلق على اللسان ولا يُوصف اللسان بالعلي، وإنما يوصف بالعذب، أو ما أشبه ذلك من الألفاظ، فتأمل والله العالم..