النص على الإمام علي بن أبي طالب في القرآن الكريم بالاسم
﴿ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ﴾﴿ الحِجر:41 ﴾
نذكر لك الروايات التي تذكر أنّ عليّاً (عليه السلام) مذكور اسمه في القرآن و من تلك الروايات، ما ذكره :
1) - محمّد بن أحمد القمّي، المعروف بـ(ابن شاذان) في كتابه (مائة منقبة):
((حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه(رحمه الله), قال: حدّثني علي بن الحسن النحوي، قال: حدّثني أحمد بن محمّد, قال: حدّثني منصور بن أبي العبّاس, قال: حدّثني علي بن أسباط, عن الحكم بن بهلول, قال: حدّثني أبوهما، قال: حدّثني عبد الله بن أُذينة, عن جعفر بن محمّد, عن أبيه, عن علي بن الحسين, عن أبيه، قال: قام عمر بن الخطّاب إلى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: إنّك لا تزال تقول لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارون [من موسى] وقد ذكر [الله] هارون في القرآن ولم يذكر عليّاً(عليه السلام)؟ فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم):
(يا غليظ يا أعرابي! أما تسمع قول الله تعالى: (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ )) (الحِجر:41) (1)).
2) - وفي كتاب (بصائر الدرجات): قال: ((حدّثنا أبو محمّد، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله(عليه السلام):
( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ), قال: (هو والله عليّ، هو والله عليّ الميزان والصراط) ))(2).
وفي (بحار الأنوار): ((الكافي: أحمد بن مهران، عن عبد العظيم الحسني، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: (هذا صراط عليّ مستقيم).
بيان: قرأ السبعة الـ(صراط) مرفوعاً منوّناً, و(علي) بفتح اللام, وقرأ يعقوب وأبو رجاء وابن سيرين وقتادة والضحاك ومجاهد وقيس بن عبادة وعمرو بن ميمون (علي) بكسر اللام ورفع الياء منوّناً على التوصيف, ونسب الطبرسي هذه الرواية إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، فإن كان أشار إلى هذه الرواية، فهو خلاف ظاهرها, بل الظاهر أنّه (علي) بالجرّ، بإضافة الصراط إليه.
3) - ما رواه في (الطرائف)، عن محمّد بن مؤمن الشيرازي بإسناده، عن قتادة، عن الحسن البصري، قال: كان يقرأ هذا الحرف: (هذا صراط علي مستقيم)، فقلت للحسن: ما معناه؟ قال: يقول: هذا طريق عليّ بن أبي طالب, ودينه طريق ودين مستقيم، فاتبعوه وتمسّكوا به؛ فإنّه واضح لا عوج فيه))(3).
4) - وقال المازندراني في (شرح أُصول الكافي): ((قوله: (( قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ))، لعلّه إشارة إلى أنّ قراءة قوله تعالى في سورة الحجر: (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ))بتنوين صراط وفتح اللام في (علي) تصحيف، وأنّ الحقّ هو الإضافة وكسر اللام, يعني: أنّ الإخلاص أو طريق المخلصين طريق عليّ مستقيم لا انحراف عنه ولا اعوجاج فيه يؤدّي سالكه إلى المقصود, وقرئ (علي) بكسر اللام من علوّ الشرف، كما صرّح به القاضي وغيره, وفيه خروج عن التصحيف في الجملة وإخفاء للحقّ..
ولا ينفعهم ذلك بعد تصريح شيوخهم به، على ما نقله صاحب (الطرائف)؛ قال: روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي بإسناده إلى قتادة، عن الحسن البصري، قال: كان يقرأ هذا الحرف (صراط علي مستقيم)، فقلت للحسن: وما معناه؟ قال: يقول هذا طريق عليّ بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم، فاتّبعوه وتمسّكوا به؛ فإنه واضح لا عوج فيه))(4).
5) -وفي (تفسير العيّاشي): ((عن أبي جميلة، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أخيه، عن قوله:
(( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ))؟ قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ))(5).
6) - وفي (بحار الأنوار): ((تفسير فرات بن إبراهيم: الحسين بن سعيد معنعناً، عن سلام بن المستنير، قال: دخلت على أبي جعفر(عليه السلام)، فقلت: جعلني الله فداك! إنّي أكره أن أشقّ عليك، فإن أذنت لي أن أسألك سألتك؟ فقال: سلني عمّا شئت. قال: قلت: أسألك عن القرآن؟
قال: نعم, قال: قلت: ما قول الله عزّ وجلّ في كتابه قال: (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ ))؟ قال: صراط عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
فقلت: صراط عليّ (عليه السلام)؟ قال: صراط عليّ (عليه السلام) ))(6).
هذا كلّه في ما يتعلّق بقوله تعالى: (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ )).
(1) مائة منقبة:160 المنقبة (85)، كذا مناقب آل أبي طالب 2: 302.
(2) بصائر الدرجات للصفّار: 532 الباب (18) النوادر في الأئمّة(عليهم السلام).
(3) بحار الأنوار 24: 23، وانظر: الكافي للكليني 1: 424 باب نادر.
(4) شرح أُصول الكافي 7: 91 باب ما فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية.
(5) تفسير العيّاشي 2: 242 في تفسير الآية.
(6) بحار الأنوار 35: 372، تفسير فرات الكوفي: 225 (302) سورة الحجر.