top of page

 

معنى كلمة ( الإمام  ) و ( إمامة إبراهيم عليه السلام)

 

 

 الإمام :  وهو من يُؤتمّ ويُقتدى به ، يقال : أَمّ القوم إذا تقدّمهم . وكأنّه مأخوذ من الأَمام ـ بالفتح ـ بمعنى القُدّام . فالأصل في معناه : ( ما هو أمامك ) ، ولذا يستعمل بمعنى الطريق كما في قوله تعالى : 

( وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ )، كما أنّ القرآن الكريم أطلقه على الكتاب التكويني في قوله تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ )، والكتاب التشريعي كقوله تعالى : ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً )، وأطلقه على قائد القوم ومقتداهم سواء في طريق الهدى كقوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )، أو طريق الضَلال كقوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ).

 

 

 

إمامة إبراهيم (ع) :

وهكذا نال إبراهيم تلك الحظوة الكبرى بعد أنْ قدّم امتحانه الرائع الذي أثبت أهليّته عليه السلام لها ، وكان الصبر على تحمّل الامتحان مقدّمة للصبر على تحمّل أعباء الإمامة .

 

  ولكن ما المراد بالإمامة هنا ؟

 

وهل هو مقام تشريعي دون مقام النبوّة ؟ أو فوق مقام النبوّة ؟ أو أنّ المراد به هو النبوّة لا غير ؟ أو أنّه مقام تكويني من مراتب القرب إلى الله تعالى كالصلاح والإخلاص وما أشبه ؟ أو أنّه مقام تكويني يتعلّق بتكميل النفوس وإيصالها إلى الغايات ، أي أنّه يشكّل واسطة للفيض والعطاء الإلهي ؟

وإذا ركّزنا على عبارة : ( جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ ) عرفنا أنّ هذا المقام لم يكن مقاماً نفسياً محضاً في مجال العلاقة بين العبد وربّه بلا أيّ ارتباط بالناس ، سواء كان الارتباط تشريعيّاً بأنْ يُؤمر الناس بإتّباعه والاقتداء به ، أو تكوينيّاً بأنْ يكون هذا الإمام وسيلة لتكميل نفوسهم .

 

 

 

bottom of page