top of page

 

7- القرينة السابعة قوله تعالى: {لَهُم}

وربما أمكن الإستناد إلى قوله تعالى: {لَهُم} فإن طلب إبراهيم من ربه تعالى كان هو: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}الشعراء84 فقد طلب (لسان الصدق) في الآخرين (له) صلوات الله عليه.

لكن الله تعالى في استجابته لطلب إبراهيم لم يقتصر على مورد طلبه وحجم مطلوبه، بل أعطى لسان الصدق {لَهُم} أي لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، إذ يقول جل اسمه: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50، فماذا يعني ذلك؟

ربما يكون ذلك فيما يكون للإلفات إلى أن (المعطى) و(العطية الإلهية) كاانت أشمل مما طلبه النبي إبراهيم وأعمق، فإن طلب النبي إبراهيم حتى لو فرض أنه كان "الذكر الحسن" لكن الله تعالى (أعطاه وأبناءه وأحفاده): (الأفضل) وهو (التجسيد الأكبر) للسان الصدق وهو {عَلِيّاً} عليه السلام، فكان تغيير مرجع الضمير من {لَهُ} إلى {لَهُم} كأنه تمهيد للإلفات إلى أنه كما تغير (المعطى له) فقد تغير (المعطى) فكان أفضل مما طلب.

ويؤيد هذا الاحتمال: أن إسحاق ويعقوب عليهما السلام ليس لهما: {لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} بالمعنى المشهور من حسن الذكر الكبير بل إنه لإبراهيم فقط، فإنه أبو الأنبياء والمشهور والمتكاثر ذكره في كل مكان، دون إسحاق ويعقوب، فإن ذكرهما الحسن ليس بتلك المثابة، بل هما ككثير من الأنبياء، بل أقل ذكرا من أمثال (يوسف) و(موسى) فإين (الذكر الحسن) لإبراهيم، وأين (الذكر الحسن) ليعقوب وإسحاق على نبينا وآله وعليهم السلام؟

وبعبارة أخرى: واضح وضوح الشمس تحقق {لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} للنبي إبراهيم دون إسحاق ويعقوب، أي أن الفارق في درجة الذكر الحسن بين إبراهيم وبين إبنه وحفيده، كبير جدا.

فلعله تعالى أراد بإرجاع الضمير {لَهُم}، الإلفات إلى أن (لسان صدق عليا) لا يراد به المعنى المشهور لدى المفسرين، بل يراد به شخص علم هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه {لِسَانَ صِدْقٍ} لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، فإنه الوارث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكل الأنبياء والمحيي لهم ولذكرهم، ولولاه لاندثرت أسماؤهم وآثارهم، إذ لولاه لقلب (المنقلبون على الأعقاب) الأمور وأفنوا الدين والإسلام والشريعة ومناهج الأنبياء بأكملها.

ولذا قال الله تعالى:  {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}المائدة67

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنا مدينة العلم وعلي بابها"

رواه الحاكم والطبري والذهبي وابن حجر وابن عساكر وغيرهم.

والأدلة على أنه: لولا علي وذريته الأطهار وصولا للمهدي المنتظر (عليه وعليهم السلام) لأفنى قادة الانقلاب ضد الرسول الأعظم ثم أشباه معاوية والطغاة الدين كله ومحوا كل آثار الأنبياء - حيث حرفوا القرآن بزعمهم راجع البخاري، وراجع قول معاوية لا والله إلا دفنا دفنا، وغير معالم الدين وجعلها ملكا عضوضا - وقد ذكرها جمع من العلماء في كتبهم فلتراجع. (النص والإجتهاد لشرف الدين، وسيرة الرسول الأعظم للطائي وغيرهما).

bottom of page